الإمارات تدعو إلى تعزيز الأمن والاستقرار في جنوب السودان
نيويورك (الاتحاد)
أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة ضرورة استدامة الجهود الهادفة لتعزيز الأمن والاستقرار في جنوب السودان، ومعالجة التحديات المُلحة، مشددة على أهمية التزام الأطراف الموقعة، على الاتفاق المعاد تنشيطه وتنفيذه كاملاً، وإحراز تقدم ملموس في هذا الجانب لتحقيق سلام مستدام.
وقالت الإمارات، أمس، في بيان ألقته غسق شاهين، المنسق السياسي لبعثة الدولة الدائمة لدى الأمم المتحدة، أمام مجلس الأمن الدولي: «يُصادِف هذا الشهر مرور خمسة أعوام على توقيع الاتفاق المُعاد تنشيطِه في جنوب السودان، في وقت تشهد فيه البلاد والمنطقة تحدياتٍ أمنية وإنسانية صعبَة»، مشددة على أهمية التزام الأطراف الموقعة على الاتفاق بالتنفيذ الكامل له وإحراز تقدمٍ ملموس في هذا الجانب، لتحقيق سلامٍ مستدام، حيث أشار الأمين العام في تقريره أن تنفيذ الاتفاق لايزال محدوداً.
وأعربت شاهين عن أملها في أن تواصِل الأطراف العمل معاً لتجاوز الخلافات وتنفيذ المهام الرئيسة المعلقة في اتفاق السلام، وفقاً لخريطة الطريق وجَدولِها الزمني، بما في ذلك بدء المرحلة الثانية من نشر القوات الموحدة اللازمة، مشيرة إلى ضرورة الالتزام بالحوار والإرادة السياسية.
كما أكدت غسق شاهين الدور المهم للشركاء الإقليميين والدوليين في دعم جنوب السودان، معربة عن أملها في أن تُساهِم جهود «فريق العمل الحكومي-الثلاثي المشترك لتنفيذ عمليتي الدستور والانتخابات» والذي شُكِل مؤخراً، في مساعدة الأطراف على المِضي في إكمال هذه العمليات.
وبالتزامن مع هذه الجهود، شددت شاهين على أهمية معالجَة التحديات الأمنية التي قد تَقِف عَقَبة أمام إحلال السلام والاستقرار الدائمين في جنوب السودان، وأبرزها دوامة العنف بين المجتمعات، الأمر الذي يتطلب فِهِم ومعالجة العوامل المؤدية لهذا العنف، كمسألة التنافس على الموارد المحدودة، لافتة إلى ضرورة التركيز على ترسيخ الحوار والتعايش السلمي بين المجتمعات.
وفي هذا السياق، شجعت شاهين بعثة أونميس على الاستمرار في تواصلها مع المجتمعات المحلية وتيسير الحوار وبناء الثقة، كما شهدنا مؤخراً في الولاية الاستوائية الوسطى، معربة عن تقديرها لمواصلة البعثة جهودِها في حِماية المدنيين على نحو متكامل ومنسق، إلى جانب الحكومة، لتهدئة التوترات وتعزيز الأمن في موقع حماية المدنيين في ملكال. كما حثت البعثة على الاستمرار في التنسيق، مع المنظمات الإنسانية لتأمين إيصال المساعدات الإغاثية، وضمان حصول المدنيين عليها بشكل آمن.
وفي سياقٍ مُتصِل، أعربت غسق شاهين عن بالغ قلقها إزاء الواقع الصعب الذي تَعيشُه العديد من النساء والفتيات بسبب العنف الجنسي، مطالبة بعثة أونميس بتوفير الحماية اللازمة للنساء والأطفال ومساعدة الضحايا.
وقالت غسق شاهين خلال البيان: «من المُشجع تزايد الاهتمام بمسألة التصدي لتغيُر المناخ في جنوب السودان، كما يتضح في سياق المناقشات الجارية على المستوى المجتمعي، والمبادرات التي أعلنت عنها الحكومة خلال قمة أفريقيا للمُناخ هذا الشهر، والتي تهدف إلى زيادة إنتاج الطاقة المتجددة واستخدام نُظم زراعة ذكية للحد من تداعيات هذه الظاهرة، إذ تعد جنوب السودان، وفقاً لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، من الدول الخمس الأكثر عُرضة لتداعيات تغير المناخ حول العالم».
كما رحبت بتضمين تقرير الأمين العام، تحليلاً بشأن المناخ والسلام والأمن في جنوب السودان تماشياً مع قرار مجلس الأمن 2677، معربة عن أملها أن تُساهِم جميع هذه الجهود في بناء القدرة على الصمود ضد الظواهر المناخية الشديدة في ظل ما تسببها في نزوح مليوني شخص داخل البلاد، ومفاقمتها للتوترات المُجتمعية بسبب التنافس على الموارد.