
الإمارات في عون الأشقاء – مركز الاتحاد للأخبار
بأفكار السلم العالمي، وصون الوئام، وعون الأشقاء، تنطلق حملة «تراحم من أجل غزة»، تنطلق طائرات الإمارات محملة على أجنحة الحب، إلى غزة، من أجل رفع الضيم عن المواطن الفلسطيني الأعزل، والذي يخوض معركة الحياة بسلاح الصبر، والإرادة الصلبة والعزيمة القوية، ورغم القصف والنسف، وتعسف آلة الكراهية، إلا أن الإمارات تخرج من خلف الدخان، غيمة حبلى، تعزف نشيدة الحياة للجميع، وتمد يد الرحمة للمحتاجين والمغبونين، والذين كسرتهم حروب الطوائف، والعقائد العمياء، إيماناً من القيادة الرشيدة من أنه لا بد من البريق، لا بد من إطفاء الحريق، ولا بد من خوض معركة أخرى غير معارك الظلم والضنك، إنها معارك من أجل سلام دائم وشامل، يعم الجميع، ويحمي الكل، ويحفظ الحقوق من دون انحياز، ولا انحراف عن حقيقة بأن يعيش الجميع على أرض واحدة، فلا عزلة، ولا عزل، ولا قمع، ولا تطرف، لأن الحروب ليست إلا أداة تدمير وخراب، ولا منتصر في نهاية الأمر، إلا الكراهية، وهذه فلسطين، حبة القلب، ونياط الفؤاد، لم تزل ترضخ منذ سبعين عاماً ونيف تحت أوهام وألغام، لا مناص من ذكرها، لتحرير الذاكرة الجمعية من خرافة الأنا، ووهم الذات المتعجرفة.
هكذا هو وعي العشاق، وهكذا هم في دروب الحياة، ساحة خضراء يانعة يافعة، ترفل بسندس الشفافية، واستبرق التسامح، ولكي ينعم الجميع بهذه الخصال الربانية الفطرية، يجب أن نخرج من كهنوت الأنوات المتراكمة انحيازاً للذات المنغلقة، يجب أن نعترف بأن الأرض أمنا جميعاً، ولا ينبغي التحيز، ولا التميز على الآخر، وما القوة العسكرية إلا خدعة بصرية، يلجأ إليها كل متطفل، مختزل لقوانين الطبيعة، والطبيعة أعطتنا يداً بيضاء، ولم يلوثها سوى الدم المراق، والمسفوك ظلماً وعدواناً، وبغياً وطغياناً.
اليوم وغزة تغوص بدماء الأبرياء، يجب ألا نغمض أعيننا، ويدعي كل آثم وكذاب أنه صاحب الحق دون سواه، فهي غزة أرض كنعان، ويهوذا، وعيسى، يجب ألا تختصر إلى بقعة وجدانية بخيلة، شحيحة، فقيرة، ضئيلة قاتمة، عدمية الرؤى، عبثية السلوك، غزة لكل من تنفس من بحرها، وكل من زرع زيتونة على ترابها، غزة لكل إنسان حفرت قدماه بصدق على أرضها صورة السلام، واليوم عندما نشاهد الدماء تنزف من أجساد الأطفال، والعجائز، والنساء، تسخر من أنفسنا كبشر، لأننا عجزنا من أن نعترف بأننا أبناء جنس بشري واحد، جاء من صلب آدم، وترائب حواء، وما الفرقة وتمزق القماشة النسيجية، إلا نتيجة للتطرف الديني، والانحياز بقوة الأنا إلى عمق المحيط الأنوي، وأصبح البشر وقود حروب البشر، وصارت المقدرات، تهدر تحت ذرائع وهمية، خيالية، ما أنزل الله بها من سلطان.
نقول لنأتي على كلمة سواء، ونتحدث مع الذات أولاً، لتخبرنا كيف أن الأحقاد نيران عبث، وكيف أن الأنانية جمرات لظى، فلا بد من صحوة للوعي، ولا بد من يقظة تمنع الجبروت، والتزمت، التعنت، من مد جذوره، والسطو على نواصع التاريخ.
نحن بحاجة إلى العقل، قبل القلب، نحن بحاجة إلى الحياة وليست الموت، نحن بحاجة إلى السعادة وليست التعاسة، نحن بحاجة إلى الشفافية وليس الانغلاق، كل هذا نحن بحاج إليه إذا كنا نريد أن نحقق دعوة الله لإعمار الأرض، وبناء مشاعر الإنسان الحقيقية.. فشكراً للإمارات التي تعمل على دوزنة ميزان العدالة، وخوض معركة المصير من أجل السلام.