
السياحة في عاصمتنا حلم الزائرين
في الزمان والمكان، تبدو العاصمة أبوظبي كوكباً في فلكه تدور العيون، وتشع الأفئدة بشغف الوصول إلى بلد جعل من المكان حقلاً تترعرع بين أزهاره فراشات، تلون أجنحتها بجمال أبوظبي، وحسن التصوير، وبلاغة الرونق، وفصاحة المنظر، ومهارة التلاقي مع الآخر، وبراعة المصافحة.
اليوم والإنسان يتأمل هذه الفسيفساء الجمالية في المشهد، يشعر أنه يجول في ثنيات رموش كحلها من إثمد الأناقة، ونعيمها من سرد الذاكرة الصحراوية المهيبة، يشعر الإنسان أن الأيدي التي تجيد النقش على الرمل، تفوقت على جمال الطبيعة، بفطرتها وجبلتها، لأن الإرادة حزمت أمرها، والعزيمة شدت حبال السفر نحو عالم لا تشده إلا قدرة الذين بلغوا ذروة التفوق في صناعة مجد المدن، وصياغة روايتها، بحبر التألق، ونسق القلوب العاشقة للجمال، المحبة للحياة، المتصالحة مع الطبيعة إلى حد التداخل والانسجام.
اليوم من يسير في شوارع أبوظبي، أو من يزور مناطقها السياحية، يحس أنه يلج عرش الأبجدية التاريخية، يحس أنه يكتب قصيدة استثنائية على جبين الغيمة، ويتدفق إبداعاً، وهو يعانق وجه اللجين، وهو يقبل خد النجمة.
كل شيء هنا في عاصمتنا الفاتنة يبدو رائعاً، ينعم بسيرة الافتتان، وهو يمارس حق التواصل مع جمال المشهد، عند كل مرفق، ومعصم. أبوظبي وهي ترتب أثاثها في الصباح، تسعد بزوار تفتنهم صورة المشاهد، وتخلب ألبابهم ترانيم الطير، وهو يحدق في لوحة تشكيلية، مسهبة في اللون البراق، والشكل المحرض لمزيد من الأشواق، وهو الأمر الذي تهتم به القيادة الرشيدة، لأن الجمال هو دين الحكماء، والرونق الفتان هو عقيدة العشاق، الذين لا تغفل عيونهم عن زهرة عند الرصيف، ولا منجز يشكل العلامة الفارقة التي تميز بلادنا عن سائر بلاد العالم.
فصيفنا تكيف هواءه شجرةٌ تسدل رموشها الخضراء على جبين ووجنة، وشتاؤنا تشذب نسائمَه زهرةٌ ترفرف بأجنحة الشفافية، لهذا نرى أننا ننعم اليوم بأبجدية التضاريس التي أصبحت في الضمير الإنساني، شرشف دفء، وسجادة ترحيب بالغريب والقريب، لأن بلادنا دولة عالمية، يقصدها القاصي والداني، بحب وانتماء ووفاء.